![]() ![]() |
|||||
|
![]() |
|
#1
|
|||
|
|||
![]()
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (1) سورة العلق عالم الكتب " موضوع متجدد عن الكتب الصادرة حديثاً " دعوة للجميع لكي ننشر العلم و الثقافة لجميع الأمة .. أخي .. أختي إذا علمت بصدور كتاب جديد نزل بالسوق أو طبعة جديدة لكتاب أو نسخة محققة لكتاب فبادر بكتابته هنا ولكم مني جزيل الشكر و العرفان. ---------------- تركستان الشرقية والصين- صراع حضارتين ![]() د. عز الدين الورداني الكتاب: تركستان الشرقية والصين- صراع حضارتين المؤلف: الدكتور عز الدين الورداني الطبعة: الأولى -2009 م عدد الصفحات: 392 صفحة من القطع الكبير الناشر: مركز الحضارة العربية للإعلام والنشر والدراسات- القاهرة- مصر عرض: نادية سعد معوض تركستان الشرقية من الدول الإسلامية المحتلة، التي ابتلعتها الصين الشيوعية في سنة 1949م في ظل غفلة المسلمين عن قضاياهم الماسَّة، ونتيجةً لفُرقة المسلمين وتشتتهم. وهي أرض إسلامية خالصة. وقبل ما يقرب من أربعين عامًا كتب الأديب المسلم الدكتور نجيب الكيلاني –يرحمه الله – رواية تحت عنوان "ليالي تركستان"، ناقش فيها قضية المسلمين في تركستان، وتناول معاناتهم من قِبل الشيوعيين الصينيين. ورغم سيطرة الصين على تركستان لفترات طويلة إلا أن الثقافة الصينية لم تُحكِم قبضتها عليها. بل إن الشعب التركي المسلم في تركستان الشرقية لا يكفُّ عن الثورة والمطالبة بالاستقلال، ولا يزال يحافظ على هويته الإسلامية. يعاني الشعب التركي في تركستان الشرقية من احتلال صيني يستهدف طمس الهوية وإذابة التركستان ودمجها في الصين للاستفادة من ثرواتها الاقتصادية الهائلة، والقضاء على كل محاولة للاستقلال، وذلك من خلال أساليب متعددة، منها: الاحتلال العسكري وأساليبه القمعية، والعيش في وضع اقتصادي متردٍّ رغم ثراء تركستان الشرقية وثرواتها الهائلة، وعمليات استيطان سكاني واسعة النطاق لاللهان الصينيين في بلاد التركستان. إن قضية تركستان الشرقية ربما مثلت مستقبلاً نقطة خلاف بين الحضارتين الإسلامية والصينية المرشحتين في بعض الدراسات للتحالف في مواجهة الحضارة الغربية، فهل تقبل الصين باستقلال تركستان الشرقية متنازلة بذلك عن الموقع الهام والثروات الهائلة؟ ولقد صدر مؤخرًا في القاهرة كتاب يتناول ذلك الموضوع تحت عنوان "تركستان الشرقية والصين- صراع حضارتين"، للدكتور عز الدين الورداني. يتناول هذا الكتاب التاريخ السياسي لتركستان الشرقية، ويرصد الصراع الدائر منذ عقود طويلة بين تركستان والصين، والذي يمثل في أحد جوانبه صراعًا حضاريًّا بين تركستان بهويتها الإسلامية والتركية وبين الصين بهويتها الشيوعية الإلحادية. كما يعرض لتركستان الشرقية تحت الحكم الجمهوري الذي بدأ في الصين عام 1911م، وأهم الثورات التي حدثت في تلك الفترة، ثورة 1931م وثورة 1944م التي أعلنت استقلال تركستان الشرقية ثم انتهى الأمر إلى صيغة حكم ذاتي استمرت قائمة حتى دخول الشيوعيين الصينيين إلى تركستان الشرقية عام 1949م وابتلاعها ومحاولة طمس معالمها الإسلامية. وتعد تركستان الشرقية أرض (الأويجور) الأتراك منذ القدم، ذلك الشعب العريق في وسط آسيا، الذي قاد المنطقة حتى الشرق الأدنى وأوروبا الشرقية خلال قرون قليلة، هذه الأرض كانت لها حضارتها قبل أن يعتنق أهلها الإسلام، ثم تبنَّى شعبها الحضارة الإسلامية، ولا يزال هذا الشعب يمارس حياته وحضارته في كل أرض وطأها. ويبين الكتاب الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لتركستان الشرقية بحكم موقعها المحوري في وسط آسيا، وبالنسبة للصين من حيث المساحة وباعتبارها محور اتصال للصين بأوراسيا، ومن هنا كانت أهميتها استراتيجيًا واقتصاديًا، وأصبحت محط أنظار الصين التي احتلتها منذ عام 1760م، وكان الوجود الصيني بها وافدًا عرقًا وثقافة، وقد دأبت أنظمة الحكم الصينية على بذل المحاولات التي تهدف إلى (تصيين) تركستان الشرقية، وجعل الثقافة الصينية هي السائدة فيها، ولكن باءت محاولاتها بالفشل؛ لأن الحضارة الإسلامية، بصفة عامة، ذات قدرة على الانتصار في الصراع الحضاري في السلم والحرب، حتى في أوقات الهزيمة والانكسار. كما يعرض الكتاب لسياسة الحكومة الشيوعية في تركستان الشرقية من الناحية الإدارية. وكذلك التقسيم الإداري داخل الصين بصفة عامة، ثم التقسيم الإداري لتركستان الشرقية، واختصاصات مجالس نواب الشعب المحلية، والمهام المنوطة بها حكومة تركستان الشرقية. وعلاقة سلطة الحكم الذاتي في تركستان الشرقية بالمركز، والمساحة الحقيقية لحرية العمل واتخاذ القرار المسموح بها لسلطة الحكم الذاتي. ويبين الكاتب أثر الحكم الشيوعي الصيني على التركيبة السكانية لتركستان الشرقية، متناولاً سياسة تهجير الصينيين إلى تركستان الشرقية، وهي السياسة الأساس التي اتبعتها الصين للتأثير على الوضع الديموجرافي داخل تركستان الشرقية. وأشار إلى سكان تركستان الشرقية ونسبة مختلف الأعراق والقوميات بها قبل الحكم الشيوعي، ثم دوافع الصين الشيوعية للقيام بعمليات التهجير الواسعة النطاق لعرق الهان، والتي تستهدف في حقيقتها تصيين تركستان الشرقية، واستمرار سيطرة الصين عليها. كما أشار إلى وسائل جذب واستيعاب المهاجرين الصينيين، ودور فرق الإنتاج والبناء في تلك العملية؛ ومناطق توطن الهان داخل تركستان الشرقية، ونتائج عمليات التهجير للصينيين الهان وأثر ذلك على ديموجرافية تركستان الشرقية ومواردها والتدهور البيئي الناجم عن الضغوط على تلك الموارد واستنزافها. ثم هجرة التركستانيين خارج تركستان الشرقية عقب الغزو الشيوعي ونتيجة لسياساته المطبقة داخل تركستان. ثم تناول الكتاب سياسة تحديد النسل وهي سياسة مطبَّقة في الصين بعامة، وكيفية تطبيق تلك السياسة في تركستان الشرقية، والأساليب التي تستخدمها الإدارة الصينية لهذا الغرض، وهي في مجملها أساليب عنيفة مثيرة للاستياء في أوساط التركستانيين. وبيَّن الكاتب التأثيرات الثقافية للحكم الشيوعي الصيني في تركستان الشرقية على مجالات: الدين والتعليم واللغة. والأساليب التي اتخذها الصينيون والتي من شأنها التأثير على قدرة التركستانيين في الحفاظ على هويتهم الحضارية المستقلة، باعتبار أن الدين يعدُّ أهم عناصر تشكيل وتوجيه هوية الفرد والأمة، والتعليم كوسيلة للتواصل ونقل الخبرات واستمرارية النهج الحضاري عبر الأجيال، واللغة كوعاء للثقافة ينقلها ويحفظ تراث الأمة. كما تناول الحملات التي شنها الشيوعيون لإعداد سائر المجتمعات داخل الصين لكي تتقبل الفكر الشيوعي وتنخرط داخل المنظومة الشيوعية الصينية. ثم التناول النظري للمسألة الدينية عمومًا داخل الصين والممارسات العملية تجاه الدين الإسلامي في تركستان الشرقية، ومحاولات إضعاف المؤسسات الدينية، والتأثير على القائمين عليها، والدعاية ضد الدين الإسلامي ثم فترة الانفتاح وأثرها على الوضع الديني. وكذلك سياسة الصين التعليمية العامة، وتعليم الأقليات، والتعليم داخل تركستان الشرقية، ومحتوى ذلك التعليم وما تستهدفه المناهج التي تدرَّس في المدارس التركستانية، وأيضًا تعليم الدين الإسلامي داخل تركستان والذي يسيطر عليه المركز كليًّا. ثم كيفية إدارة العملية التعليمية ومدى تدخل السلطة المركزية في تلك العملية. كما عرض للغات الموجودة داخل تركستان الشرقية، وتعامل الإدارة الصينية مع مسألة اللغة، والمشكلات التي يواجهها التركستانيون للحفاظ على لغتهم، والتغيرات التي طرأت عليها، ومدى حضور تلك اللغة في التعليم والحياة العامة. وأيضًا موقف التركستانيين الشرقيين تجاه سياسة الحكم الشيوعي الصيني والمقاومة التي يبديها التركستانيون للحكم الشيوعي والتي كانت على المستوى الداخلي والخارجي، وبدأت قبل قدوم الشيوعيين لتركستان وبعده، فعلى المستوى الداخلي شن التركستانيون حرب عصابات قوية ضد القوات الشيوعية، كما حدث الكثير من الثورات والاحتجاجات ضد الوجود الصيني وسياساته في تركستان الشرقية، وتشكل العديد من الأحزاب والتنظيمات للعمل على مقاومة الشيوعيين. ويبيِّن الكاتب دور التركستانيين في المهجر في حركة المقاومة من خلال تنظيماتهم المختلفة التي تعمل على الدفع بالقضية التركستانية داخل أوساط المجتمع الدولي، كما تعمل على تنسيق جهود المقاومة مع ممثلي شعوب المستعمرات الصينية الأخرى كالتبت ومنغوليا الداخلية، وتبذل جهودها للحفاظ على الثقافة والهوية التركستانية بين تركستانيِّي المهجر، والتنسيق فيما بين سائر المنظمات ومحاولة توحيدها لتقوية الصف التركستاني. كما عرض الكتاب لموقف المجتمع الدولي تجاه تركستان الشرقية، وحركة المقاومة الساعية لاستقلال تركستان الشرقية عن الصين من خلال بعض المواقف والسياسات التي تتخذها بعض الدول والنخب السياسية بها، والتي قد تعنى بما يجرى في تركستان، كتركيا وروسيا ودول آسيا الوسطى الإسلامية التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي المنهار عام 1991م، وسعي الصين للسيطرة على علاقة تلك الدول بتركستان الشرقية لتأمين الأوضاع داخل تركستان وعلى حدودها من خلال مجموعة شنغهاي. وأيضًا يعرض لموقف باكستان وأفغانستان، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية وعلاقتها بالصين ومدى حضور القضية التركستانية في تلك العلاقة. ويعرض أيضًا الموقف الأوروبي وموقف مصر والمملكة العربية السعودية، وموقف بعض المنظمات الدولية كالأمم المتحدة، ورابطة العالم الإسلامي ومنظمات حقوق الإنسان والتي تعد أكثر المهتمين بالوضع في تركستان الشرقية. وفى النهاية تمثل تركستان الشرقية بؤرة للتوتر والصراع داخل الصين، تلك القوة الصاعدة ذات الإمكانات الاستراتيجية الكبيرة وإحدى القوى العظمى في عالم متعدد الأقطاب، والمرشحة لتكون القوة الثانية أو الأولى في عالم ثنائي القطبية. ومما يذكر أن الدكتور عز الدين الورداني خبير في شئون تركستان الشرقية، وحائز على ماجستير الدراسات الآسيوية عام 2002 بتقدير امتياز من جامعة الزقازيق برسالة تحمل عنوان "تطور قضية تركستان الشرقية في الفترة ما بين 1760- 1949"، ونال أيضًا في العام 2007 درجة الدكتوراه في الفلسفة في الدراسات الآسيوية قسم الحضارات الآسيوية بمعهد الدراسات والبحوث الآسيوية في جامعة الزقازيق بامتياز مع مرتبة الشرف برسالة تحمل عنوان "تركستان الشرقية تحت الحكم الشيوعي الصيني في الفترة من عام 1949 إلى عام 2000". المصدر: الإسلام اليوم الثلاثاء 22 ذو القعدة 1430 الموافق 10 نوفمبر 2009 |
#2
|
|||
|
|||
![]() الأسرة في الغرب.. أسباب تغيير مفاهيمها ووظيفتها ![]() العنوان: الأسرة في الغرب.. أسباب تغيير مفاهيمها ووظيفتها القياس: 24*17 سم الصفحات: 352 الوزن: 0 غ السنة ورقم الطبعة: 2009 /1 السعر: 10.00$ تجليد: عادي ISBN : 978-9933-10-062-9 الموضوع الطبقات الاجتماعية (الجماعات) توصيف كتاب يبحث في التطورات التي طرأت على الأسرة في الغرب بسبب تغيّر الزمن وما طرأ من أحداث، ثم تأثير ذلك في الأسرة المسلمة من خلال العولمة والهيمنة والغزو الغربي. دار الفكر |
#3
|
|||
|
|||
![]() الصهيونية واليهودية ![]() العنوان: الصهيونية واليهودية تأليف: د. عبد الوهاب المسيري القياس: 24*17 سم الصفحات: 328 الوزن: 470 غ السنة ورقم الطبعة: 2009 /1 السعر: 10.00$ تجليد: عادي ISBN : 978-9933-10-061-2 الموضوع العلوم والدراسات السياسية يضم حوارية مع الدكتور عبد الوهاب المسيري حول مشاريعه الفكرية وأبعادها تحمل معنى آخر يوضح ويشرح مجمل الأفكار والمبادئ التي انطلق منها لتشكل فكره الموسوعي خصوصاً في إطار موضوعات الصهيونية واليهودية والغرب والعولمة والعلمانية والمادية والحداثة مما يحدد علاقة الإنسان بالطبيعة والخلق وهي موضوعات لا تزال حاضرة بقوة في واقعنا العربي والإسلامي وتعد من أهم إنجازاته الفكرية. دار الفكر |
#4
|
|||
|
|||
![]() قوة التركيز ![]() العنوان: قوة التركيز ترجمة: جانبوت حافظ القياس: 22*15 سم الصفحات: 208 الوزن: 250 غ السنة ورقم الطبعة: 2009 /1 السعر: 6.00$ تجليد: عادي ISBN : 978-9933-9033-5-0 الموضوع علم النفس دار الفكر توصيف يتناول قوة التركيز عند البشر ويبحث في التركيز الذي يوجد الطريق وفي السيطرة على الذات وتوجيهها قوة التركيز وكيفية الوصول على المطلوب من خلال التركيز ويوضح أن التركيز هو القوة الصامتة التي تحقق النتائج في كل الأعمال وكيفية ربط القوة المركزة كل البشرية بعضها ببعض وتدريب إرادة الفعل وكل ما يتعلق بالتركيز. كلمة الغلاف لا يستطيع أعظم البشر أن يحققوا أي إنجازاً ما داموا لا يمتلكون القدرة على تركيز تفكيرهم بشكل فعال. كيف تستطيع أن تغيّر مستقبلك كله وتحقق المعجزات؟ أنت رهنٌ بالأفكار التي تركز فيها، كيف تخلق الفرصة للنجاح. لماذا لا يمتلك القدرة على التركيز إلا قلة من الناس؟ كيف يمكن تطوير التركيز والتحكم بالأفكار والآمال والخطط؟ يطرح هذا الكتاب عشرين درساً في كيفية تمكين الذاكرة وتقديمها لتقود إلى النجاح في الحياة والعمل المصدر: دار الفكر |
#5
|
|||
|
|||
![]() في مدينة الرسول ![]() العنوان: في مدينة الرسول تأليف: د. نزار أباظة القياس: 24*17 سم الصفحات: 416 الوزن: 620 غ السنة ورقم الطبعة: 2009 /1 السعر: 12.00$ تجليد: عادي ISBN : 978-9933-10-095-7 الموضوع السيرة النبوية الناشر: دار الفكر توصيف يتناول رحلة الرسول الأعظم إلى المدينة وخططها وعمرانها ومسجد المدينة ومكانته والمصليات الأخرى والحياة الاجتماعية للرسول في المدينة والتربية الاجتماعية لسكانها وعلاقاته الاجتماعية فيها وحياتها الاقتصادية والإدارية ووظائفها ومؤسساتها والحياة التعبدية والعلمية والسياسية والدبلوماسية والوفود والوداع. المصدر: دار الفكر |
#6
|
|||
|
|||
![]() الحديث في اللغة الإنكليزية للمبتدئين 9 ![]() العنوان: الحديث في اللغة الإنكليزية للمبتدئين 9 تأليف: أنس الرفاعي القياس: 24*17 سم الصفحات: 224 الوزن: 0 غ السنة ورقم الطبعة: 2009 /1 السعر: 6.50$ تجليد: عادي ISBN : 978-9933-10-108-4 الموضوع اللغات الأخرى - الإنكليزية الناشر: دار الفكر المصدر: دار الفكر |
#7
|
|||
|
|||
![]() ألواح ودسر ![]() العنوان: ألواح ودسر تأليف: د. أحمد خيري العمري القياس: 20*14 سم الصفحات: 390 الوزن: 390 غ السنة ورقم الطبعة: 2009 /1 السعر: 10.00$ تجليد: عادي ISBN : 978-9933-10-043-8 الموضوع القصة والرواية والحكاية الناشر: دار الفكر توصيف ينطوي على رواية تجمع بين ما يعرف بالرواية الفانتازية وأدب الواقعية العجائبية وتعرض قصة سيدنا نوح والطوفان على نحو يستثمر هذه القصة ومعانيها العامة لها ليجعل لها قنوات ارتباط في وعي الإنسان المعاصر وتحفز عبر هذا الاستمرار التنبيه إلى أن الطوفان قادم بأساليب مختلفة وأن للغرق معاني مختلفة وأن سفينة النجاة سيكون لها أشكال مختلفة. عن الكتاب رواية" ألواح ودسر " تجمع بين ما يعرف بالرواية الفانتازية، وأدب "الواقعية العجائبية" الذي عُرف في العقود الثلاثة الأخيرة بعد فوز أهم كتّاب هذا النوع "غابرييل غارسيا ماركيز" بجائزة نوبل للآداب، و لكن هذه الرواية توظف هذا الجمع في عرض أدبي معاصر لقصة من قصص الأنبياء عليهم السلام أجمعين، ألا وهي قصة سيدنا نوح و على نحو يستثمر هذه القصة و معانيها العامة ليجعل لها قنوات ارتباط مع وعي الإنسان المعاصر . الرواية تقع أحداثها في أي زمان ومكان، و تتحدث عن أنواع مختلفة من الشخصيات الإنسانية التي توجد في كل زمان و مكان ، شخصيات ليست بيضاء بالمطلق و لا سوداء بالمطلق ، بل هي شخصيات إنسانية قد تحتار في مفترق الطرق وقد تصيب في خياراتها و قد تخطئ ، و قد تحاول بعدها أن تصحح هذا الخطأ...و الرواية ترصد هذه الشخصيات الإنسانية عندما تتعرض المدينة التي يعيشون فيها إلى طوفان من نوع خاص : طوفان متعدد الأشكال قد يفرح به من يفرح في بداية الأمر، وقد يرحب به من يرحب ، لكن خواتيم الأمور ستكون مختلفة. الطفل "نور" هو الشخصية المركزية في هذه الرواية ، و الروائي لا يحتاج إلى دليل لإثبات الوجود التاريخي للطفل نور ، فهو موجود فعلاً في كل زمان و مكان ، و نحن، كل منا ، مهما كانت أعمارنا و شهاداتنا - نكاد نكون الدليل الحي على وجود الطفل نور .. الشخصيات الأخرى موجودة أيضاً حولنا ، نكاد نراها و نسمعها و نحاورها في كل حين، و الخيار مفتوح دوماً لأن نكون واحدة من الشخصيات التي تركب الألواح و الدسر ..أو الشخصيات التي تختار الاستهزاء و السخرية و تفضل الغرق... ومع أن القصة معروفة لكل الأديان السماوية، وموجودة أيضاً حتى في التراث الإنساني غير المرتبط بالأديان السماوية _ إلا أن تقنيات الرواية تجعلها قصة مستمرة بطريقة ما، إلى يومنا هذا، وتحفز عبر هذا الاستمرار التنبيه إلى أن الطوفان قادم بأساليب مختلفة، و أن للغرق معاني مختلفة، وأن السفينة، التي يمكن أن تنقذنا، سيكون لها أشكال مختلفة. المصدر: دار الفكر التعديل الأخير تم بواسطة نعيم الزايدي ; 19-11-2009 الساعة 08:59 PM |
#8
|
|||
|
|||
![]() جزيرة الغراب.. التاريخ حقل القناعات ![]() خالد سليمان الجبرين عرض/ وائل العريني اتجه كثير من الروائيين إلى التاريخ القديم أو الحديث؛ رغبة منهم في عرض فكرهم ورؤاهم تجاه القضايا والأحداث بحرية أكبر وبعيداً عن الرقيب الفكري والاجتماعي، ولهذا فقد حفلت هذه الروايات بالعديد من الأفكار والتحليلات أكثر من الأحداث والتفصيلات والذرا والعقبات. ومن هذه الروايات ما نحن بإزائه من رواية الأستاذ خالد الجبرين، والممهورة باسم (جزيرة الغراب)، وتدور أحداثها في أعقاب السقوط الحزين للأندلس المسلمة على يد تحالف الأسبان من القشتاليين ومملكة (ليون) في الثلث الأول من عام 897هـ. وحدث القصة خيالي ويتلخص في مطاردة بحرية لسفن إسلامية سطا قائدها على جواهر وتاج لملكة ليون وزوجة ملك قشتالة، ولهذه الغنيمة قيمة رمزية عند الأسبان؛ فهي دليل اتحادهم ونصرهم وصلتهم بالماضي التليد، وترمي أهوال البحر بتلك السفن على شاطئ جزيرة الغراب على الغرب من إفريقية وفي بحار المحيط الأطلسي. وهناك تختلف رؤى المعسكرين بين العداوة والتعايش السلمي، وتتحكم بتلك الرؤى نظرات العقيدة والأطماع والفكر الفلسفي وغيرها، حتى تنتهي الرواية بنصر للفكرة التي أظنها قناعة الكاتب التي حارب من أجلها شتى الأطماع والرجال من معسكر الإسلام والنصرانية. وأول ما يطالعنا في هذه الرواية إصرارها على الفكر والفلسفة الإنسانية للكاتب، والتي طغت على الأحداث المفترض وجودها في رواية تاريخية تتعرض لفترة حرجة من فترات التاريخ الإسلامي القديم؛ إذ كثيراً ما يحمل راوي القصة العليم/ الكاتب مشعل البيان والتقييم لشخصيات العمل القصصي، وهو توضيح متضارب، ويصل إلى التناقض بالنسبة إلى شخصيات المعسكر المعادي للنصارى، والذي لا يرى في العداوة إلاّ الجانب الدموي وشهوة الانتقام لحوزة الدين والأعراض والأرواح المنتهكة بعيد السقوط والهزيمة، فنقرأ هذين الوصفين لسوار بن عباس أحد رجال سنان القرصان القائد: "...وهو مجاهد مخلص للجهاد في سبيل الله.. نذر نفسه ومجموعة معه لحرب الفرق الأسبانية في شوارع غرناطة" ثم بعد ذلك: "وطبيعة سوار بن عباس تذكر الناس باسمه؛ فهو عابس غاضب على الدوام يتحمس للفكرة حين تطرأ عليه.. ويصبح أسيراً لها باذلاً كل جهده لإنجازها"( ص 6-7)، ثم صوّره على طبيعة أقرب إلى التهور والبعد عن الحكمة والعقل فقال: "... لكن سواراً مندفع يعشق الأمور الآنية والنتائج الفورية، ولا يحسن النظر في الأفق.. يعميه حب غير مدروس للعمل للجهاد ولا مساحة في ذهنه لغير الموت في سبيل الله... لا يستوعب العمل لصالح الدين ونصر الإسلام ما لم يكن بطولياً مضمخاً بروائح الموت"( ص 49). أما شخصية الكاتب الأثيرة (مأمون رضي الدين) فقد تغلغل فيها ليوضح فلسفتها في العداوة والجهاد وكرهها للدماء والأحقاد، واستمر يضيف إليها طوال فصول الرواية صفة الحكمة والنجاح وبعد النظر حتى وصلت في النهاية إلى بر الأمان، وتخلصت من غلطة من غلطاتها وهي الزواج من نصرانية. إن قيام الرواية على الفكر العميق أضعف جانب التشويق فيها؛ إذ يفرد الكاتب في ختام المشاهد والأحداث الجزئية مساحة لتحليل الموقف الصحيح من وجهة نظره، وهي مواقف مأمون والطبيب النصراني، وهذه الوقفات كما قلت أضعفت صفة الرواية التلاحقية المشوقة، وإن حمدنا للكاتب اشتمال تحليلاته على العنصر النفسي والعمق في النفس الإنسانية وعقدها وتركيبها. وتحمس الكاتب للفكرة أوقعه في عدد من التحليلات الغريبة من مثل تحليله لأهل الفترة، أو من لا يعذبون؛ لأن الدين لم يصل إليهم بأنهم من لم يخالط الدين قلبه، ولم تصل فكرة الدين إليه بشكل صحيح، نقرأ هذا الحوار بين مأمون والشيخ سهيل: سهيل: "شأن الآخرة لا يعلمه إلاّ الله سبحانه، لا يعذب من غير أهل الإسلام إلاّ من قامت عليه الحجة. - أظن أن الحجة قائمة على منصورة، لقد عاشت بين المسلمين وقرأت كتبهم ودرست الإسلام. - لا يا مأمون، قيام الحجة لا يتم إلاّ حين يرى الشخص الطريق المستقيم بلا شبهة، ويعرف سبيل الهدى واضحاً بلا أستار، ويمتلئ بالقناعة التامة، بحيث لا يرده عن سلوكه غير هوى نفس أو كفر للحق، وهؤلاء هم المستحقون للعذاب. - ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: "والله لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلاّ أدخله الله النار"؟! - بلى.. لكن السمع ليس وصول الخبر للأذن بل وصوله للفهم والقناعة غير محرّف ولا مشوّه ولا مشتبه". أما ما يتعلق بالجوانب الفنية في الرواية فإننا نلمسها منذ البداية في إهداء الرواية، والذي يحمل جانبي الهجوم والتراجع، يرسله الكاتب إلى من سمّاهم (كهنة الأحقاد وسدنة الكراهية) ليقدم لهم هذه الوجبة الفكرية، وكأن العداوة عندهم مرجعها فقط إلى الحقد والكراهية وحب النفس! ولنتساءل عن هذه التهم الخطيرة في هذه الرواية: هل هي في مواقف سوار المجاهد، ومن تحمس لرد الكرامة والثأر للدين والعرض والممتلكات، أم هي في مواقف فيليب وطالب؟ سؤال خطير يوازي تهم الكاتب وهجومه الشرس على من يخالف مأمون في الرواية/ الواقع. وكما قلت في بداية هذه الورقة فإن أحداث الرواية توارت أمام الفكر والفلسفة الذاتية للكاتب، ولا نجد أحداثاً موازية للحدث الرئيس إلاّ حدث زواج مأمون من منصورة النصرانية، وإن كان يصب في حقل الفكرة الرئيسة عند الكاتب (لا عداوة ولا دموية مع الآخر/ النصراني). وشخصيات الرواية على جانب من البساطة والنموذجية، فمأمون شخصية تمثل نموذج التسامح والحب الكبير، ويقابلها في المعسكر النصراني الفونس الطبيب، وعلى النقيض هناك شخصية طالب الماكر الحقود الأناني، ويماثله فيليب من المعسكر النصراني، وبقية الشخصيات تمثل نماذج مختلفة منها المرح (زكريا) والتشاؤم (مسعود) والخسة (روبيل اليهودي) وغيرها من الشخصيات/ النماذج. ومما يلحظ على الكاتب استواء الشخصيات في مستوى الحضور الحواري؛ فهي على مستوى لغوي كامل يستوي في ذلك العربي والأسباني، وتتوحد لغة الحديث على الجموع كلها مع اختلاف لغتهم وأفهامهم، وهذا يفتقر للإقناع لاسيما بعد إشارات وردت من أن بعضهم لا يعرف الأسبانية أو يعرف جزءاً منها، وأن بعضهم لا يعرف العربية وهكذا. ويستثنى من ذلك حضور (زكريا الممسوح) و(مسعود المتشائم)؛ إذ يمثل حضورهما في الحدث والحوار علامة فارقة تميزت بها الرواية؛ فزكريا يستخدم أطراف القضية للسخرية، ولا يتجاوز مرحلة من المراحل التي يشهدها بلا تعليق ساخر ربما اختلط باليأس وفقدان الأمل، وكذلك يمثل مسعود شخصية المتشائم المفرط في تشاؤمه حيث حل وأينما وجد. وداخل النسيج الروائي يمكننا أن نسجل استفهاماً حول سبب أخذ التاج من قبل مأمون بلا مسوّغ؛ إذ أخذه من السفينة وهو لا يعلم بتجمع الأسبان للحرب والثأر للمسيح المهان، وحين يصل إلى الشاطئ يستخدم هذا التاج فيما لم يحسب له حساباً أو يرتب له، فيهدئ الأسبان ويكسر حماستهم، ويفضح كذب فيليب والتاجر اليهودي، ثم بعد هذا الحدث يعيد التاج إلى السفينة، فهل أحضره لسبب الاجتماع الذي لم يعلم به، أم أنه أحضره للتأمل فيه؟ وإذا كان أحضره للتأمل فيه فلماذا يعيده بعد أن ذهبت رائحة القتال وعاد الناس وقد اقتنعوا بخطبته وجداله؟! والروائي يقف كثيراً –على عادة الروائيين السابقين- ليرسم تفاصيل المكان السمعية والبصرية، ولو أدخلها في نسيج الرواية لكان ذلك أدعى للقبول والانسباك السردي؛ لأن الوقوف الوصفي مما يضعف الرواية ذات الأحداث المثيرة والمشوقة، وكما قال النقاد: السرد سير الزمان والوصف توقف وسكون. أخيراً فإن نهاية الرواية لا تناسب العصر الذي كتبت فيه، فإن إجمال النهاية وعرض مصير الشخصيات الذي يمتد لسنوات –كما هو مصير الطبيب الأسباني- هو من أساليب الروايات الكلاسيكية وقصص الجدات التي تنتهي عادة بجملة (وعاش الجميع في سبات ونبات، ورزقوا الكثير من الأبناء والبنات...) ولو اكتفى الكاتب بمشهد التقاء سفينة النجاة مع سفينة التجارة الأسبانية لوفّر لروايته النهاية المفتوحة التي ستفتق ذهن القارئ بأسئلة حارة مثل: هل تقاتل الأسبان والمسلمون؟ إلى أين مضت سفينة المسلمين؟ كيف كانت نهاية أبطال القصة المسالمين وأعداء الدموية والأحقاد؟ كيف مضت حياة مأمون المحب بعد مقتل حبيبته؟ وهل استمر في حياته الوادعة المسالمة البيضاء؟ هذه الأسئلة وغيرها وُئدت قبل ميلادها بنهاية القصة التي لا تجاوز نصف الصفة. وبالجملة فقد قدم الأستاذ خالد الجبرين رواية خيالية على نسق تاريخي إشكالي، وفي مرحلة حساسة من مراحل التاريخ الإسلامي، ونظرة تسامحية فلسفية تعكس وجهة نظر الكاتب وتحمسه ودفاعه عن تلك القناعات والأفكار. المصدر: الإسلام اليوم السبت 26 ذو القعدة 1430 الموافق 14 نوفمبر 2009 |
#9
|
|||
|
|||
![]() الصهيونية.. تاريخها وأعمالها
![]() جرجي زيدان الكتاب: الصهيونية.. تاريخها وأعمالها المؤلف: جرجي زيدان دراسة وتقديم: حلمي النمنم الطبعة: الأولى – أكتوبر2009م عدد الصفحات: 192 صفحة من القطع الصغير الناشر: دار الهلال المصرية – كتاب الهلال – العدد 706 عرض: محمد بركة ليس ثمة شك في أن الصهيونية ليست حركة عنصرية فحسب، ولكنها عنصرية وعدوانية معًا، فالصهيونية حركة سياسية نشأت في القرن التاسع عشر، وهي كما وصفها هرتزل الأب الروحي لها: فكرة استعمارية مدينة بفكرها وقوتها وتحولها إلى حقيقة في الشرق الأوسط إلى الامبريالية الغربية، والدولة الصهيونية ما هي إلا امتداد لهذه الامبريالية. ولقد صدر حديثًا عن مؤسسة دار الهلال المصرية كتاب تحت عنوان "الصهيونية.. تاريخها وأعمالها" للكاتب جرجي زيدان، وقام بالتقديم له حلمي النمنم. يتناول الكتاب الزيارة التي قام بها جرجي زيدان إلى فلسطين قبل 96 عامًا من الآن، وزار خلالها معظم المدن الفلسطينية، وكان مهمومًا في رحلته بدراسة الوجود الصهيوني، فزار العديد من المستعمرات الصهيونية ورأى ما تقوم به على أرض فلسطين، ودرس الجمعيات الصهيونية في أوروبا التي تقوم بتمويل إنشاء تلك المستعمرات ودعمها معنويًّا ومساندتها في الحصول على التصاريح والتراخيص اللازمة من الولاة والجهات الإدارية في فلسطين. ورأى زيدان فلسطين قبل الانتداب البريطاني، وتدخله الاستعماري الغليظ، ولاحظ أن هناك عملية تهويد حقيقية لفلسطين، ففي مدينة يافا كانت الشوارع والمحلات والأسواق تحمل أسماءً عبرية إلى جوار الأسماء العربية، وكان المهاجرون اليهود يضعون أسس الدولة، ولهم مدارسهم الخاصة ومواصلاتهم وكذلك لغتهم وثقافتهم، فحذَّر زيدان مما يراه، وقال: إن الحال لو استمر على ما هو عليه في فلسطين، فخلال عشرات السنين لن يكون للعرب مكان فيها، ولم ينتبه أحد للتحذير فكان ما كان. قدم حلمي النمنم للكتاب بدراسة عن جرجي زيدان، أطلق عليها "جرجي زيدان: حياة من البحث والمعرفة". وصف النمنم في دراسته جورجي زيدان بأنه حالة فريدة في الثقافة العربية المعاصرة، فقد علَّم نفسه بنفسه كالعقاد، ولم ينل تعليمًا نظاميًّا بالمعنى المعروف، ولكنه كان صحفيًا مميزًا أسس مجلة الهلال-هي الآن في عامها السابع عشر بعد المائة - وجعل منها مجلة ثقافية بالمعنى الواسع للكلمة، وتناول فيها معظم القضايا العامة والوطنية والسياسية، لكن من منظور فكري. وإذا أراد القارئ التعرف على زيدان فكتاباته متوفرة، وللدكتور صالح العشماوي بحث نشره منذ أكثر من خمس عشرة سنة تحت عنوان "وقفة مع جرجي زيدان"، وأيضًا تناول الكاتب أنور الجندي –يرحمه الله – أعمال زيدان بالنقد والتحليل، ولكن هذا لا يمنع من تناول أعماله بالتعريف. تحت عنوان "زيارة إلى فلسطين"، تحدث النمنم عن زيارة زيدان لفلسطين خلال زيارته إلى بيروت عام 1910 م، حيث سمع الكثير عما يجري على أرض فلسطين، وبعدما عاد زيدان بدأ يكتب عن فلسطين كما بدأ النشر في مجلة الهلال في أكتوبر عام 1913 م، وظل ينشر حتى وافته المنية في 23 يونيه 1914م. ففي عدد أكتوبر 1913 من الهلال نشر دراسة عن الصهيونية بعنوان "الصهيونية.. تاريخها وأعمالها"، وأشار إلى انتشار تلك الفكرة وما يدور حولها حيث يقول: كثر تحدث الناس فيها الأعوام الأخيرة، وقد همنا أمرها على الخصوص أثناء رحلتنا في فلسطين. ويذكر النمنم أن قارئ الفصول التي نشرها زيدان يلاحظ التالي: أولاً: أنه حيث يتحدث عن فلسطين، يستعمل كلمة "بلادنا"، وقد كان شاميًّا لبنانيًّا، وكانت فلسطين حتى ذلك الوقت جزءًا من بلاد الشام. ثانيًا: أنه حرص على جمع أكبر قدر من المعلومات حول الجمعيات الصهيونية في فلسطين والمواقع التي تتركز فيها، وبتعبير آخر مناطق نفوذ كل منها، إذ كانت تتوزع على عموم فلسطين، وما تقوم به من شراء للأراضي واستزراعها وتأسيس مجتمعات سكنية جديدة تمامًا، وتاريخ كل جمعية ودورها في فلسطين ومن يقف خلفها في أوروبا. ثالثًا: انتقد زيدان بشدة الحكومة العثمانية، فهي لم تقدم أية خدمات للأهالي في فلسطين، وتركتهم بلا تعليم وبلا رعاية، ثم بلا حماية، فلم تنتبه إلى ما يجري من بيع للأراضي، واتهم المسئولين العثمانيين في فلسطين بأنهم يفضلون الأجنبي، أي اليهودي الصهيوني، على الوطني في بيع الأراضي وتقديم التسهيلات. رابعًا: كتب آخرون قبل زيدان عما يحدث في فلسطين، ولكن الذين كتبوا فهموا الأمر على أنه مجرد هجرات يهودية كثيفة لفلسطين، وأن ذلك يضعف المواطنين الفلسطينيين ويهدد المجتمع، وكان الكتَّاب اليهود يردُّون بأنها مجرد هجرات لأناس مضطهدين، وأنهم يعملون في إطار الدولة العليا، وأنهم من رعاياها، وبعضهم لمس على استحياء فكرة أن تكون فلسطين وطنًا لليهود.. لكن جرجي زيدان وحده من لاحظ ورصد أن اليهود هناك يؤسسون دولة داخل الدولة، أو ما أطلق عليه حكومة يهودية ضمن حكومة عثمانية، فقد لاحظ أن لهم مدارسهم الخاصة، ويتم تدريس كل شيء بالعبرية، وأن لهم قضاءهم الخاص، وكذلك الشرطة والبريد. خامسًا: انتهى زيدان إلى النتيجة المأساوية التي تعيشها فلسطين اليوم، وهي العمل على تهويد كثير من الأماكن والمدن في فلسطين.. يقول: رأينا في يافا ـ أكثر مدائن فلسطين صبغة ـ يهوديةً ظاهرة في أسواقها ومنازلها، فتجد أسماء الصناعات أو المتاجر على الحوانيت أو المنازل باللغة العبرانية، فضلاً عن العربية والإفرنجية. وهم يسمون غرف الفنادق بأسماء آبائهم الأولين أو مدنهم القديمة، فبدلاً من الاكتفاء بالنمرة للغرفة يسمونها بنيامين مثلاً أو يعقوب أو أريحة أو نحو ذلك، وينتهي من هذا الوصف والرصد إلى النتيجة المرعبة، وهي أن تغلُّب اليهود في فلسطين ظاهر ظهورًا واضحًا، فهم أصحاب الثروة ولهم أخصب المغارس وأنظف الشوارع وأفخم المنازل، والوطنيون يرون ذلك ويشتكون، والحكومة لا تحرك ساكنًا لانشغالها بنفسها أو بحروبها دون النظر في هذه الشئون. سادسًا: قدم زيدان الكثير من الاقتراحات لإنقاذ فلسطين وأهلها. مثل مطالبته بالنسج على منوال أولئك المستعمرين من حيث تعمير الأرض بالطرق العلمية وإنقاذ الفلاح من المرابي بالطرق المعقولة. إما بإنشاء النقابات الزراعية أو نحو ذلك. سابعًا: لم يكن زيدان غافلاً عن سؤال المستقبل، مستقبل فلسطين تحديدًا، إذا ظل ازدياد معدلات الهجرة اليهودية والصهيونية إليها، وقد أطلق صيحة تحذير واضحة، بقوله: ما لا شك فيه من مستقبل تلك البلاد أن الحال إذا ظلت على ذلك واليهود عاملون على استبياع الأرض واستعمارها، وأهلها غافلون أو متجاهلون وحكومتها ساكتة أو مشغولة، فلا يمضي زمن طويل حتى تصير كلها لليهود.. ولا عبرة فيمن يتولى شئونها السياسية ولا فرق أن تكون يومئذ في سلطة العثمانيين أو العرب أو الفرنساويين أو الإنكليز.. فإن العبرة فيمن يملك الأرض ويستولي على غلتها وليس صاحب السيادة السياسية إلا وسيلة لحفظ الأمن وتأييد الملك لصاحبه. سواء كان مسلمًا أو نصرانيًا أو يهوديًا. ومضت الأيام، ولم يستمع أحد إلى صيحة زيدان وتحذيره. رحل زيدان في يونيو عام 1914، قبل شهور من اندلاع الحرب العالمية الأولى التي لن تمر إلا وقد صدر وعد بلفور في نوفمبر 1917. ولم يفت زيدان وهو يكتب عن الصهيونية وما تقوم به جمعياتها في فلسطين، أن يتحدث باستفاضة عن اليهود عمومًا ودورهم في التاريخ، وهو يفرق بوضوح - كما فعل رشيد رضا - بين اليهود واليهودية من جانب والصهيونية من جانب آخر. كما كتب زيدان عن فلسطين تاريخها وآثارها، مبينًا تاريخ فلسطين ومدنها العريقة ومكانتها الدينية في نفوس العرب والمسلمين، فيما أفرد دراسة عن مسجد قبة الصخرة، وأخرى للحديث عن المسجد الأقصى، كما تناول بالشرح والتحليل أحوال فلسطين الاجتماعية، وأجناس أهل فلسطين، فيما خصص زيدان دراسة لأديان أهل فلسطين، ثم تحدث عن اليهود والتاريخ، واليهود في الدول الإسلامية. كان زيدان مختلفًا عن غيره من المفكرين العرب، فقد قدَّم معظمهم رأيه وطرح فكرته، ومع أنه فعل الشيء نفسه، لكنه زاد عليهم أنه كان شاهد عيان، لقد رأى بعينيه وعايش الأمر داخل فلسطين التي كانت جزءًا من منطقة بلاد الشام، ولم يكن الحكم في الشام مركزيًا، على غرار دولة مثل مصر، بل كان مجموعة من الولايات العثمانية أقرب إلى إقطاعيات، وكانت فلسطين في العصر العثماني تتكون غالبًا من ثلاث مناطق، القدس والقرى المحيطة بها.. ثم عكا ومدن الساحل على البحر المتوسط، وهناك نابلس وأجوارها. ثم خطر للدولة العليا بعد محاولة علي بك الكبير الاستقلال بمصر والشام ثم حملة بونابرت وحملات إبراهيم باشا، أن تعيد النظر في هذه التركيبة، لتحدَّ من نفوذ الولاة والأمراء. المصدر: الإسلام اليوم التعديل الأخير تم بواسطة نعيم الزايدي ; 19-11-2009 الساعة 09:10 PM |
#10
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صدر حديثاً عن دار المكتبة العصرية الكتب التالية: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
#11
|
|||||||||
|
|||||||||
![]()
|
#12
|
|||||||||
|
|||||||||
![]()
|
#13
|
|||||||||
|
|||||||||
![]()
|
#14
|
|||||||||
|
|||||||||
![]()
|
#15
|
|||
|
|||
![]() ![]() مجهود تُشكر عليه ... بااارك الله فيك |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قراءة الكتب القديمة : أكثر فائدة | أبوعبدالله اليماني | منتدى العلوم والتكنولوجيا | 2 | 27-10-2009 09:25 PM |
احاديث ضعيفه | abu mamoon | منتدى العلوم والتكنولوجيا | 4 | 20-06-2001 03:01 AM |
Copyright © 2000-2018 ArabsGate. All rights reserved To report any abuse on this website please contact abuse@arabsgate.com |