ج- الأمانة:
صفة الأمانة من الصفات الضرورية للأنبياء عليهم السلام، والنبي أمين على الوحي، فهو يبلغ أوامر الله ونواهيه إلى الناس دون زيادة أو نقص، ودون تحريف أو تبديل.
فكل الأنبياء عليهم السلام مؤتمنون على الوحي يبلغون ما أوحي إليهم كما نزل، لا يمكن لهم أن يخونوا، أو يخفوا ما أمرهم الله به، لأن الخيانة تتنافى مع الأمانة.
فالرسل الكرام عليهم السلام قد أدوا الأمانة على الوجه الذي يرضاه الله سبحانه وتعالى، وكانت الرسل تنصح أقوامها وتردد على ألسنتها أو حالها ينطق بذلك.
{ولكني رسولٌ من ربِّ العالمين* أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين} [الأعراف: 67، 68].
قال الله تبارك وتعالى في ذلك الشأن: {الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً} [الأحزاب: 39].
فكل الرسل عليهم السلام المبلغين لرسالات الله يخافون الله ويخشون عذابه، ولا تحدثهم أنفسهم بالخوف من أحد إلا من الله عزّ شأنه.
فمن خاف الله وخشيه، فهل يخون ما ائتمنه عليه؟!
فالرسول لا يستطيع أن يبدِّل أو يغير شيئاً مما أوحي إليه إنما يفعل ما يأمره الله به.
قال الله تبارك وتعالى: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بيناتٍ قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرءانٍ غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إليَّ إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} [يونس: 15].
ولو لم يكن في الأنبياء عليهم السلام الأمانة لتغيرت معالم الرسالة وتبدَّلت، ولما اطمأنَّ المرء على الوحي المنزل فالرسول ليس بمتهم على الوحي والغيب بل هو أمين .
|